العلاقات السوسيواقتصادية بين النشيطين والأنشطة القروية
إن أي نشاط لا يزاول اعتباطيا، و إنما تنتج مزاولته عن مؤهلات ذاتية و موضوعية مسبقة يتمتع بها النشيط؛ إما دراسية أو تقنية أو مالية؛ بمعنى أن الأمي مثلا لا يمكن أن يكون موظفا، و العامل المياوم (الرداد) لا يمكن أن يكون حرفيا، و الحرفي لا تمكنه مؤهلاته المادية في أن يصبح من أكبر التجار بمحض الإختيار.
من هنا يمكن القول بوراثية الأنشطة؛ لأن المؤهلات المذكورة غالبا ما تورث . ولذلك يقول عامة الناس في مثال دارجي(اتْـبَعْ حَرْفَةْ بُوكْ لاَيْغَلْـبُوكْ). لكن هذا المثل لا يصدقه الواقع دائما، لأن المؤهلات الدراسية والتقنية والمالية لا تنتقـل بالإرث فقط، وإنما تنتقل أيضا بالإجتهاد والإكتساب. كما أن الأنشطة الاقتصادية معرضة، في مسيرتها التاريخية، إلى فترات متعاقبة من التطور والتدهور، تسمح للحرفي البسيط أن يصبح من أكبر التجار، كما قد تحول التاجر الكبير إلى أبسط الحرفيين.
لذلك أمكن التمييز بين الأنشطة داخل هذا التصنيف، حسب ثلاثة عناصر:
- حسب مؤهلات النشيطين.
- حسب عدد النشيطين.
- حسب القيمة السوسيواقتصادية للأنشطة.
- 1تصنيف الأنشطة حسب مؤهلات النشيطين:
يمكن تصنيف النشيطين حسب مستوياتهم الدارسية والتقنية والمالية.
* تصنيف الأنشطة حسب المستوى الدراسي للنشيطين:
المستوى الدراسي الأعلى: الأطر والموظفون
المستوى الدراسي المتوسط: أنشطة تعليمية - بعض الحرف - أنشطة المشاريع الجديدة ـ
- بعض الأنشطة التجارية .
المستوى الدراسي الضعيف: الأعمال المياومة - بعض الحرف - الأنشطة التجارية -
- أنشطة التطبيب التقليدي - أنشطة المناسبات .
* تصنيف الأنشطة حسب المستوى التقني للنشيطين :
المستوى التقني الأعلى: الأطر والموظفون - الحرف .
المستوى التقني المتوسط: الأنشطة التجارية - أنشطة المشاريع الجديدة - أنشطة التطبيب التقليدي - أنشطة المناسبات .
المستوى التقني الضعيف: الأعمال المياومة - الأنشطة الخفية .
* تصنيف الأنشطة حسب المستوى المالي للنشيطين :
المستوى المالي الأعلى: الأنشطة التجارية - أنشطة المشاريع الجديدة .
المستوى المالي المتوسط: الحرف - الوظيفة العمومية - أنشطة خفية .
المستوى المالي الضعيف: الأعمال المياومة - أنشطة التطبيب التقليدي - أنشطة المناسبات
2 - تصنيف الأنشطة حسب عدد النشيطين :
مادامت المستويات الدراسية والتقنية لأغلب قرويي لوداية مستويات متوسطة إلى ضعيفة، فإن أعداد النشيطين مرتفعة في الأعمال الفلاحية، ومتوسطة في الحرف والأنشطة التجارية، وقليلة في الوظيفة العمومية والأنشطة التعليمية .
أما العدد القليل للنشيطين في بعض الأنشطة الأخرى فلا يرجع إلى ضعف مستوياتهم الدراسية أوالتقنية، وإنما لاعتبارات أخرى اجتماعية وأخلاقية، مثل : أنشطة التطبيب التقليدي وأنشطة المناسبات والأنشطة الخفـية أو المتسترة .
العدد المرتفع النشيطين: الأنشطة المياومة
العدد المتوسط النشيطين: الأنشطة التجارية
العدد القليل النشيطين: الأنشطة الصناعية - أنشطة الخدمات - الأنشطة الجديدة
3 - تصنيف الأنشطة حسب قيمتها السوسيواقتصادية :
تساهم مجموعة من العناصر في تشكيل القيمة السوسيواقتصادية لكل نشاط أهمها :
أ - المؤهلات التي يتطلبها في النشيطين .
ب – الأعـداد التي يشغلها من النشيطين .
ج - المداخيل المادية المحصل عليها منه .
د - الموقف الاجتماعي – الأخلاقي اتجاهه .
و بعد تركيب هذه العناصر نحصل على التصنيف التالي :
القيمة السوسيواقتصادية المشرفة: التجارة – بعض أنشطة المشاريع الجديدة .
القيمة السوسيواقتصادية المتوسطة: الحرف – الوظيفة العمومية – بعض أنشطة التطبيب التقليدي .
القيمة السوسيواقتصادية الضعيفة: الأعمال المياومة – الأنشطة التعليمية – بعض أنشطة المناسبات
القيمة السوسيواقتصادية المنحطة:بعض أنشطة التطبيب التقليدي – بعض أنشطة المناسبات – الأنشطة المتسترة
الثلاثاء أبريل 07, 2020 5:01 pm من طرف hassa2008
موضوع: العلاقات السوسيواقتصادية بين النشيطين والأنشطة القروية