ملتقى التاريخ و الجغرافيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى التاريخ و الجغرافيا

ملتقى اساتذة االتاريخ و الجغرافيا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 201 بتاريخ الإثنين مايو 28, 2012 4:47 pm
المواضيع الأخيرة
» عرض تحت عنوان: مقومات الاقتصاد الياباني
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 07, 2020 5:01 pm من طرف hassa2008

»  حصريا عرض Power Point القضية الفلسطينية
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالخميس فبراير 06, 2020 10:57 pm من طرف أبو محيي الدين

»  حصريا عرض Power Point سقوط لاٍمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2019 8:33 pm من طرف أبو محيي الدين

» مساھمة المغرب في الحرب العالمیة الثانیة
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 10, 2018 8:34 pm من طرف أبو محيي الدين

» المغرب تحت نظام الحماية
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 05, 2018 8:17 pm من طرف أبو محيي الدين

» الجغرافية السياسية
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالسبت أغسطس 18, 2018 11:08 am من طرف اسعد المحنه

»  حصريا عرض Power Point الحرب العالمية التانية نسخة جديدة 2015
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالإثنين أبريل 23, 2018 10:03 pm من طرف أبو محيي الدين

»  خرائط درس الولايات المتحدة من انجازي
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالخميس مارس 22, 2018 8:10 pm من طرف أبو محيي الدين

»  Power Pointعن الاتحاد الأوربي : نحو اندماج شامل من انجازي
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2018 10:22 pm من طرف teacher

المواضيع الأكثر نشاطاً
الإتحاد الأوروبي Powerpoint
حصريا PPT خريطة التفاعلات الاقتصادية بجنوب شرق اسيا
ما خلف ستار الحروب العالمية youtube
سلسلة دروس Microsoft Excel
خريطة : الإنتاج الفلاحي بالولايات المتحدة الأمريكية ppt
السلسلة الأولى من الحرب العالمية الثانية النازيّون تحذير من التاريخ.
حصريا عرض Power Point الحرب العالمية التانية نسخة جديدة 2015
مظاهر التحول في أروبا الرأسمالية خلال ق19
فرض الجذوع علمية
Power Pointعن الاتحاد الأوربي : نحو اندماج شامل من انجازي
المواضيع الأكثر شعبية
توظيف الخط الزمني في درس التاريخ
جدادة الدرس 1 في مادة الجغرافيا جدع مشترك علمي
( نموذج تخطيط وإعداد الدرس)
سلسلة دروس Microsoft Excel
الإتحاد الأوروبي Powerpoint
فرض محروس في مادة الاجتماعيات الجذع مشترك آداب
فرض محروس في مادة الاجتماعيات - السنة أولى باك علوم
الأطر المرجعية لمواد الامتحان الوطني الموحد والامتحان الجهوي الموحد الخاص بالمترشحين الأحرار لمادتي التاريخ والجغرافيا.
كيفية عمل عرض و تحريك الصور في برنامج Microsoft PowerPoint النسخة العربية 2003
الوضعية التعليمية (apprentissage‘situation d )
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1555 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو amer فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1009 مساهمة في هذا المنتدى في 780 موضوع

 

 العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
RACHID99




عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 26/09/2010

العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Empty
مُساهمةموضوع: العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي    العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي  Icon_minitimeالأحد سبتمبر 26, 2010 10:30 am

[size=24]العولمة والتربية:
قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي فى المملكة العربية السعودية
فوزية البكر
مدخل :
حينما نفكر في مسألة التربية والتعليم هل نتمكن من التفكير خارج حدود هذا الصندوق المسمي المدرسة؟
لنتحدى أنفسنا ونعود للسؤال التقليدي حول قيمة التعليم .نحن نعرف أن التعليم ومستوى المعيشة مرتبطان ايجابياً واليوم تشير الاحصاءات (علىالأقل في الدول المتقدمة) ان كل سنة تعليم بعد الثانوية تضيف من 8 الى 9% لدخل الفرد .(ديانا اوبلنجر ، 2000 ).
التعليم أيضاً ذو جدوى تتخطي حدوده الأقتصادية : التعليم وسيلة للأستقرار الاجتماعي . الانسان هو القيمة الحقيقية الموجودة لدى الكثير من الدول التي لا تمتلك موارد طبيعية لذا فهو المفتاح الفعلي للمنافسة في عالم اليوم .
المواطن المتعلم أيضاً يتمكن من أستيعاب وفهم القضايا المختلفة ثم الاستجابة لها بشكل إيجابي ومستقل وبذا يتمكن من التفريق بين الحقائق والمغالطات على المستوى الاجتماعي والسياسي .يتمكن من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة والسياسية، يرتفع مستوى تقديره للصحة واللغة والجمال بما يجعل لديه أتجاهاً ايجابياً نحو المستقبل وكلها معايير مهمة لحياة مستقرة للأفراد والمجتمعات.
أين نحن من كل ذلك ؟
النمو السكاني في البلدان النامية بما فيها السعودية لا يتواءم مع القدرة على أتاحة فرصة كافية لتحقيق حتى تسع سنوات من التعليم وفي الحقيقة ستحتاج الدول النامية الى أفتتاح جامعة كل أسبوع تقريباً لتغطية الطلب على الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي .
هناك هوة علمية هائلة بن الشرق والغرب لصالح الأخير : الدول المتقدمة لديها عشرة أضعاف العلماء والتقنيين الموجودين في الدول النامية وهؤلاء ينتجون 84% من المقالات العلمية ويحققون 90% من براءات الاختراع ومقابل 70% من السكان في أمريكا وكندا ممن هم متصلون بشكل يومي بالأنترنت لا تتعدى هذه النسبة 5% في الدول النامية .
كل ذلك يأتي في خضم عالم العولمة الذي نراه ونشعر به في كل ما حولنا. في الحق العالم متواصل رغم انفه بواسطة ظاهرة العولمة وهي ليست أقتصادية فقط وأن بدأت بذلك بحيث خلقت عالماً من الاعتماد المتبادل على المصادر التي تعرف اليوم ليس على أنها أقتصادية أو طبيعية بل عقلية !
_____________________________________
* أستاذ مشارك / قسم التربية / كلية التربية / جامعة الملك سعود

ولا نحتاج الى كبير جهد لنري ونسمع ونقرأ كل ما حولنا بما يشير الى ظاهرة العولمة . أنها الظاهرة الأكثر رواجاً وألحاحاً في الوقت الحاضر فهي في المنزل والسيارة والمدرسة والفصل الدراسي وهي في عقل وممارسات الطالب والأستاذ والأب والصديق . أزاء كل ذلك : أين يقف نظامنا التربوي من كل هذه الظواهر العارمة التي تعصف بعالم التربية والتعليم ؟
هل هناك خطة مؤسسية عامة للتعامل مع ظاهرة العولمة؟
هل تعي المؤسسات كيف هي تتغير ويتغير من بداخلها من طلاب وأساتذة ؟ كيف نعيش ونعمل وكيف يعيش ويدرس طلابنا؟
هل لدينا القدرة على الانفتاح على نماذج تربوية تواكب أحتياجات ظاهرة العولمة وكيف نتعامل كتربويين ومدرسين وصناع قرار في المؤسسات التربوية مع ثقافة التغيير التي تفرضها هذه الظاهرة ؟
ستحاول هذه الورقة المقابلة بين متطلبات العولمة من الناحية التربوية وبين واقع النظام التربوي المحلي في المملكة العربية السعودية من خلال أستعراض بعض من ظواهره العامة ومناقشتها في ضوء أحتياجات العولمة .

هدف الدراسة :
تهدف الدرسة الحالية الى أستعراض الاحتياجات التربوية التي تفرضها ظاهرة العولمة ومقابلتها بالواقع التربوي في المملكة من خلال أستعراض ومناقشة بعض أهدافه وظواهره العامة في المراحل المختلفة.

تساؤلات الدراسة :
في أطار تحقيق هدف الدراسة سنحاول الأجابة على عدد من الأسئلة :
1- ماذا يقصد بظاهرة العولمة والعولمة التربوية على وجه التحديد ؟
2- ما الموقف من ظاهرة العولمة كما تعكسها الأدبيات في هذا المجال ( تأتي أهمية هذا السؤال من المناخ العام الذي يخلقه الموقف من العولمة سواء كان قبولاً وأستعداد أو كان رفضا أذ يحدد ذلك الى حد كبير نوع السياسات التربوية والموقف الذي تتخذه الأجهزة التنفيذيه التربوية من ظاهرة العولمة)
3- ما أهم خصائص ظاهرة العولمة ؟
4- ماهي متطلبات ظاهرة العولمة على المستوى التربوي؟
5- ما مدي أستعداد وجاهزية النظام التربوي في المملكة على مقابلة التحديات التعليمية والتربوية التي تفرضها ظاهرة العولمة وذلك من خلال مناقشة عامة للمجالات الست الآتية:
- أهداف التعليم
- مناهج التعليم
- درجة توافر المعرفة لتحقيق مفهوم التعلم المستمر
- تأثير العولمة على مفهوم المواطنة
- تأثير العولمة على دور المؤسسات التربوية في الأعداد لسوق العمل
- تأثير العولمة على مفهوم وأساليب أعداد المعلمين

منهج الدراسة :
تستخدم الدراسة الحالية المنهج الوصفي القائم على وصف وتحليل ماهو كائن مع محاولة تفسيره في ضوء الأطر النظرية المعروضة .
كما سيتم استخدام منهج تحليل المضمون لمراجعة وتحليل بعض الوثائق التربوية الخاصة بالنظام التربوي في المملكة العربية السعودية.

محاور الدراسة :
ستتضمن الدراسة المحاور التالية :
- التعريف بظاهرة العولمة
- مناقشة الرؤية من ظاهرة العولمة كما تعكسها الأدبيات ذات العلاقة
- التعرف على أهم خصائص العولمة
- التعرف على أهم متطلبات العولمة من الناحية التربوية
- مناقشة بعض الظواهر المرتبطة بالنظام التربوي في المملكة العربية السعودية في ضوء ما تقدم للتعرف على مدى جاهزيتها لمقابلة أحتياجات ظاهرة العولمة .

أولا : ماذا نعني بظاهرة العولمة ؟
لا تخلو ورقة كتبت في العشر سنوات الأخيرة من تعاريف متعددة ومتشابهة لظاهرة العولمة لما لها من تأثير تجاوز كل الحدود وسنحاول هنا عرض بعض من هذه الأراء لبيان مفهوم العولمة .
والدارس لهذه الظاهرة سيلحظ أتجهان ظاهران في التعاريف الخاصة بالعولمة أحدهما يركز على الجوانب الأيجابية للظاهرة فيما يخص التبادل التجاري والمعلوماتي وسرعة تنقل البشر والخبرات دون الحواجز الحكومية التقليدية في حين يؤكد أصحاب النظرة المقابلة على قضايا أخري ذات أهمية قصوي من مثل ضياع الهويات والثقافات الوطنية في مواجهة ثقافة العولمة و تقلص السيادة الوطنية في ظل العولمة العالمية التي تقودها الثقافة الأمريكية وسقوط الأسواق الضعيفة تحت سيطرة الراسمالية بما يعني خنق ثقافات الشعوب الأخري واستغلال أمكاناتها لخدمة القوي.
ومن النماذج العديدة التي تقع تحت مظلة المجموعة الأولى ما أورده أسماعيل صبري عبدالله حول ظاهرة العولمة التي تسيطر على عالم اليوم من حيث التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء لوطن محدد ودون الحاجة لأجراء حكومي.(أسماعيل صبري عبدالله ، 1997 في نجوى جمال الدين ، 2001 : 11 )
ويرى مدكور بأن مصطلح العولمة أو الكوكبة أو الكونية كما يسميها يشير الى اية متغيرات جديدة قد تطال أقليم معين من العالم وسرعان ما تمتد الى بقية أنحاء العالم منشئة نوعاً من الترابط والاعتماد المتبادل بين كافة أقطار العالم وهذا في رأيه التعريف المثالي لمفهوم العولمة ( على مدكور، 1998 ص11) .
ويرى ابو زيد ( في الأغبري، 2001 : ص20 ) أن العولمة تعمل على توحيد الأفكار والقيم وأنماط السلوك واساليب التفكير بين مختلف شعوب العالم كوسيلة لتوفير مساحة واسعة من الفهم المتبادل بين البشر وأقرار السلام العالمي .
ويري بوقحوص ( 2002،ص32 ) بأن العولمة تشير الى هذه الحركة التدفقية بين مختلف أنحاء العالم والتي تتخطى الحواجز الجغرافية والزمانية والمكانية بين الدول والشعوب سعياً للتواصل التجاري والثقافي والفكري والسياسي للوصول الى اقتصاد وثقافة وفكر عالمي .
ويرى الشريف (2002 ، ص62 ) انها ( زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الانسانية من خلال تسهيل انتقال السلع ورؤوس الأموال والتقنيات والأشخاص والمعلومات) .
من جهة أخري وتبعاً لأصحاب المعسكر الآخر يري مدكور في مقالته حول العولمة والتحديات التربوية (1998 : 15 ) أن العولمة التي يروج لها الغرب هي عملية ألحاقية أنتقالية تهدف الى تقسيم العالم الى قسمين: عالم قوي ذو أمكانات وشركات وعالم نامىً يفتح أبوابه واسواقه أمام الرؤي السياسية والثقافية والاجتماعية على النمط الغربي في المعرفة والثقافة وظريقة الحياة .
ويري عبد الرازق آل أبراهيم (2002 : 78 ) أن العولمة التي تفرضها المؤسسات الكبري ( منظمة التجارة العالمية ، البنك الدولي ، صندوق النقد الدولي ) تريد فرض نماذج وفلسفات تربوية تعليمية خاصة من خلال تطويع واخضاع الدول الأضعف لشروطها وهيمنتها.
ويرصد يوسف عبد المعطي ( 2000 ، ص68 ) بعض المسببات التي دفعت بالبعض الى رفض ظاهرة العولمة مثل فرض النموذج الغربي في المواثيق العالمية وأزدياد الهوة بين الفقراء والأغنياء سواء على مستوى الدول أو الطبقات في المجتمعات المختلفة وتهديد الصناعات المتنامية للبيئة الأنسانية وتقليص فرص العمالة مع التقدم التكنلوجي .
ويري الأغبري (2000 :ص20 ) أنه بالنسبة للبلاد العربية فأن العولمة تعني ( فتح الأسواق العربية أمام المنتجات الصناعية والزراعية والثقافية والعلمية الأسرائيلية أو أمام المنتجات الأمريكية والأوروبية التي تغير أسرائيل علاماتها التجارية بأن تضع عليها أسمها وتعيد تصديرها وهي بذلك تعني محاولة فرض القيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المجتمعات النامية او اللمتخلفة . أنها عملية قضاء على الهويات القومية والوطنية لا عن طريق الغزو بل عن طريق التشبع بالثقافات الغازية .
من ذلك نخلص الى تبيان ظاهرة الصراع التي تطغى على الكتابات العربية عند مناقشة ظاهرة العولمة ورصد الاتجاهات حولها .
بأي حال فنحن لسنا وحدنا في هذا الميدان أذ أن هناك حملة عالمية كبيرة ضد ما يسمى بالعولمة وخاصة في الجانب الاقتصادي منها .
ولعل مراجعة بعض أعداد مجلة ( ليموند ديبولماتيك ) الشهرية على سبيل المثال والتي تصدر عن دار جريدة الليموند الفرنسية خير معبر عن هذا التيار اضافة الى مطبوعات بعض المنظمات العالمية مثل منظمات حقوق الانسان وحركة السلام الأخضر وكذلك بعض ما تصدره بعض المنظمات الأصولية في بعض البلدان النامية والتي سيكون لصراعها ضد العولمة دور كبير في تحديد أتجاهات هذه الدول نحوهذه الظاهرة.
بأي حال السؤال الذي يطرح نفسه هنا : الى أي حد تستطيع المجتمعات أن تقاوم أذا رغبت أو أن تقفز وتختار ما تشاء من أوجه العولمة؟
والدرجة التي تحدد هذا الاختيار ودرجة المشاركة في ظاهرة العولمة ؟
أم انه لا توجد انصاف حلول في مثل هذه المسائل ؟
يذكر كل من بربولس وتورس (2000 ص17 ) أن عدداً من الدول الناميه مثل الصين و ماليزيا قد لاحظتا بعض التأثيرات المتنامية للعولمة على الثقافة المحلية مما جعلهما قلقتين بهذا الشأن وتحاولان إيجاد طرق مناسبة للتقليل من هذا التأثير رغم أستمتاعهما ورغبتهما في الاستفادة من المشاركة في السوق المحلية واستغلال التبادل التجاري والمعلوماتي
وربما يلخص هذا الموقف حال الدول النامية والأسلامية على وجه الخصوص أذ أن العولمة عملية تطور تاريخي وتغير أقتصادي وتكنلوجي تمر به البشرية كقرية كونية ومن ثم فلا مناص لدولنا من المواجهة.
كذلك لاحظ خلف ( 1998،ص88 ) بأن ظاهرة العولمة حقيقة حياتية معاشة في كل المجالات بما في ذلك العولمة الثقافية والفكرية والأدبية والفنية ولذا فأن تشكل الحياة في مجتمعات الخليج وكما يري خلف تتم اليوم نتيجة حضور قوي لظاهرة العولمة .وهو يرى أن هذا الأمر يصدق على كافة المؤسسات الاجتماعيةً بما فيها المؤسسة التربوية.
وقد نبه كل من فيرنا ( 2000 ،ص41 ) وهانز (2000 ،ص 5 ) الى أن عولمة التربية تطرح معها الكثير من القضايا الأخلاقية ((Ethical وأنها تميل الى تفضيل قيم السوق العالمية على القيم المحلية والثقافية.



ماأهم خصائص ظاهرة العولمة والعولمة التربوية على وجه التحديد؟
- من الناحية الاقتصادية : أرتفاع في أساليب الدعاية يتبعه تغير في أساليب الاستهلاك: هناك تقلص للحدود والموانع التي تقف في وجه التدفق الحر للبضائع وللعمال وللأستثمار بما يتخطى حدود الدول ويتبع ذلك بالطبع الضغط على تغير دور العمال والمستهلكين في المجتمعات .( باربولس وتورس ، 2000 ص14 ) كل ذلك مكن المجتمعات من الاستمتاع بمنتجات مختلفة مما جلب ارتفاع ملحوظ في مستوى المعيشة.
- من الناحية الثقافية : يتولد صراع واضح بين ما تولده العولمة من التقارب في وحدات القياس لكثير من الشؤون الثقافية والتربوية وبين ما تحفل به دول العالم من تمايزات هائلة تحفل بها الثقافات وممارسات الشعوب الأخري .
من الناحية التربوية :
1- جلبت العولمة معها عبر ممارسات المنظمات العالمية نوعاً من الثقافة التربوية العالمية التي تفرض نفسها كمعايير للتقيييم وذلك في ما يخص تقييم المؤسسات والأفراد والتمويل و تدريب المعلمين والمناهج الدرسية وطرق التدريس والاختبارات .
وفي السنوات الخمسين الأخيرة برزت اليونسكو كأقوي مؤسسة تربوية عالمية في هذا المجال ومن خلال برامج منهجية متوالية تمكنت اليونسكو من وضع برامج لتدريب المعلمين و لوضع المناهج الدراسية وللتقيم بحيث أصبحيت نموذجاً لتحقيق مستوى عالمي مقبول على مستوى العالم الأمر الذي اجبر الدول على ضرورة تعديل معاييرها بما يتفق مع هذه المعايير العالمية.هذا أدي كما يرى يبربولس وتورس(2000 ،ص15) الى الضغط على الأجهزة المحلية خاصة في دول العالم الثالث وتخفيف سيطرة الدولة على مؤسسات التعليم والبدء بتطبيق أساليب أدارية جديدة في المؤسسات التربوية.
2- من خلال عولمة الأنظمة التربوية على مستوى العالم يمكن ملاحظة أن هناك نوع من التوحد الملحوظ بين أنظمة التعليم في كثير من الجوانب والأهداف فمثلاً:
- كافة المواثيق الوطنية في مختلف دول العالم وبغض النظر عن طبيعة النظام السياسي أصبحت تنص على أن التعليم حق للمواطن وواجب عليه وهو مسئولية الدولة للتأكد من حصول الجميع على حق التعليم .
- الدراسات التي تمت أوضحت تشابه كبير بين معظم دول العالم فيما يخص نوع المواضيع المدرسة والوقت المخصص لكل موضوع .
- هناك توجه واضح لتدريس اللغات الاجنبية الحديثة وكذلك أدخال مواد الدراسات الاجتماعية بمفهومها العالمي على حساب تدريس اللغات القديمة ( اللاتينية) وكذلك تقليص مواد اخري مثل التاريخ والجغرافيا.
-ظهور ما يسمى بمفهوم التربية العالمية كمنهج (Global Education ) والذي صمم في الكثير من الأنظمة التربوية لمساعدة الطلاب على رؤية القضايا التي تهم العالم في صورة أوسع من المحلية وكذلك أدراك وفهم مدى التشابك و الترابط في المصالح والقضايا والمشكلات الاقتصادية والبيئية والصحية والاجتماعية بين كافة شعوب العالم .
- يرى جون بولي : في ( ليفينسون،وآخرون،2002 ،ص311 ) أن الدراسات الطوليه للتعليم الثانوي قد اظهرت تناقص حاد في االتوجه لتوفير تدريب مهني في هذه المرحلة والتوجه بدلاً من ذلك لمفهوم المدرسة الشاملة ( Comprehensive Education ) وذلك للتوجه العالمي نحو خلق الانسان المتكامل وقصر التدريب الحرفي على المناطق الداخلية اوالمحلية حسب أحتياجات كل منطقة .
- الانتشار الواسع لمفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان التي تشمل كافة الطوائف بما فيها الأقليات العرقية والدينية والمرأة والطفل والنمو المتواصل في المؤسسات العالمية والمحلية التي تراقب تطبيقات حقوق الانسان حول العالم .
آخذين بعين الاعتبار كل هذه المتغيرات ما أهم الخطوات التي يجب على أي نظام تربوي تبنيها؟
لمواجهة تحديات العولمة هناك عدد من المعايير لابد للنظام التربوي من محاولة تحقيقيها :
1- في ما يخص أهداف التعليم
- يجب أعادة النظر في أهداف كل مرحلة مع التركيز على التعليم الابتدائي لأعادة أنتاج مواطنين قادرين على التفكير بأنفسهم والتعامل مع تحديات مجتمعية ومهنية مختلفة.
- يجب أن تركز أهداف التعليم على الوصول الى مستويات تعليمية متفوقة ومقارنه ليس بالمحلي وانما بالمستويات العالمية . يجب أن تنص على تقديم تحديات علمية وعقلية للطلبه وأن يكون هناك وضوح في أهداف المناهج واهداف المواضيع الجزئية داخل كل منهج .
- يجب ان تنص الأهداف على ضرورة تغطية المهارات بشكل أكاديمي ومهني مناسب للمعاير العالمية ويجب أن يشمل هذا كافة المناطق وكافة المناهج سواء ما تعلق بالمهارات العلمية والرياضية والمعلوماتيه وخاصة المواد الخمس : قراءة ، كتابة ، رياضيات ، علوم ، علوم دينية واجتماعية.
- الشفافية : وتعني أن الباحثين او كل من يرغب في الحصول على معلومات محددة عن مدارس او نظام معين يجب أن يحصل على هذه المعلومات من مقارنة للبيانات وربطها بالمتغيرات الخاصة بالمدارس أو المؤسسات سواء كانت متغير المنطقة أو السكان أو الجنس ولذا يجب أستخدام مقاييس عالية في المقارنة للحصول على نتائج جيدة وقوية.
- المحاسبة : وتعني ان كل مؤسسة تربوية تقدم اي نوع من أنواع التعليم يجب أن تكون معدة للألتزام بمجموعة من المعايير الأكاديمية التي تطبق على مستوى الوطن وتكون مستمدة من المعايير العالمية سواء تعلق ذلك بتحصيل الطلاب أو المهارات .
- يجب أن تولي الأهداف عناية خاصة بالطلبة الأكثر خطراً ( المعرضون للتسرب ) أو الرسوب والقادمون من بيئات محرومة أقتصادياً أو تنموياً ( أبناء المناطق ) والتركيز عليهم لأنهم الفئة الأكثر خطراً.
- يجب العناية بأنشاء وتشجيع قيام منظمات أكاديمية غير حكومية تتولى جزء من عمليات القياس والتقويم للمهارات على تنوعها وذلك للطلاب في المراحل المختلفة . على سبيل المثال جمعية الرياضيات أو العلوم وتقوم باختبارات تحصيلية للطلاب في مختلف البلاد وتعلن نتائجها في الصحف العامة إضافة الى اللجان الحكومية التي تقارن نتائج الطلاب في المواد المختلفة وتقدم أمتحانات القدرات لحفز ورفع مستويات التحصيل بين المدارس المختلفة وتعلن النتائج للعامة لخلق جو التنافس العلمي والمهني.
2- مناهج التعليم : ستواجه الأنظمة التربوية الكثير من التحديات المرتبطة بظاهرة العولمة في ما يختص بالمناهج. سيشكل الانفجار المعرفي أحد أبرز هذه التحديات مما يجعل المراجعة الدائمة لمحتوى هذه المناهج ضرورياً بل يتوقع في مرحلة قريبة تهديد مبدأ المركزية في تأليف وتوزيع الكتب المدرسية كما يجري حالياً في الدول العربية إذ لن تتمكن الآجهزة المعنية من ملاحقة التغيرات المتسارعة في المعرفة وطرق الحصول عليها كما سيصدم الأساتذة بأجيال من الطلبة متقدمة في مجال أستخدام التكنلوجيا فماذا سيفعل المعلم لجذب عناية هؤلاء الطلاب حين يجبر على تقديم مادة علمية هزيلة أو قديمة سنة بعد سنة؟
سيكون هناك صراع الهوية الدينية والثقافية فمن يحدد محتوى هذه المناهج ؟ اي من القوي الاجتماعية يمكنها السيطرة وفرض رؤيتها التفسيرية على ما يجب أو لا يجب أن تحويه هذه المناهج ؟ أنه نقاش عميق في مجال أجتماعيات التربية.
- من الضروري تبني الرؤية الوظيفية للمادة المقدمة في المناهج أي ان كل ما يتعلمه الطالب لابد أن يكون له وظيفة محددة في حياة هذا الطالب ولذا سعت نظم عديدة مثل النظام الأمريكي الى تعليم مهارات عديدة مثل : تعلم القراءة الناقدة، تعلم الخطابة ، وتعلم مادة المناظرات والأقناع، تعلم المصطلحات والمفاهيم الأقتصادية التي تحرك أسواق المال، تعلم مهارات البحث العلمي للبحث عن المعلومة وهكذا
- يجب أن يكون التعليم مقنعاً وليس مقنعاً ( بالشدة على القاف ) كما يحدث لدينا اليوم . الطلبة هنا يدرسون ماهو موجود في المناهج المدرسية لأنهم لابد ان يحفظوها ويعيدوا أنتاجها في الأمتحانات.
هذا ليس تعليماً . انه تحفيظ سطحي لحقائق تهم آخرين ولا تعني شيئاً للمتعلم . التعليم يجب أن يتضمن حقائق فعلية حول العالم وان يزيد قدرتنا على التعلم . يجب أن يركز التعليم على مهارت التفكير الناقد وأساليب التفكير العلمية ومهارات حل المشكلات بطرق غير تقليدية والأبداع فيها . يجب أن لا يركز التعليم على نقل المعرفة كما يحدث اليوم .

3- توافر المعرفة :
- يجب أن تتاح المعرفة و التعلم في الوقت الذي نكون بحاجة اليها . التعليم يجب أن يكون متوفراً في كل وقت ولكل فرد وليس فقط حين يكون المعلمون متوفرون.
لابد أن يكون لدينا القدرة على الوصول الى منابع المعرفة والتعليم سواء في مكان العمل أو في المنزل عبر الأنترنت أو عبر التلفزيون تماماً كما يحدث في الفصل الدراسي وهو ما يساعد على النمو الذاتي الذي يجب أن يشكل هدفاً أساسياً للتعليم . يجب أن يكون الأفراد قادرين وخارج حدود المؤسسات المدرسية الرسمية على الأنغماس في عملية نمو ذاتي تستمر مدى الحياة وتساعد على النمو الشخصي والمهني وأن تحسن لديهم مهارات أستخدام المعلومات والبيانات بشكل مستقل وابتكاري ومقنع مما سيرفع مستوى مهنيتهم ويحسن أساليب حياتهم.
4- مفهوم المواطنه :
ستجلب العولمة معها مفاهيم جديدة للمواطنة .وبعد ان كانت الأسرة والعمل والدولة والجنسية هي حدود المواطنه تظهر الآن شرارة المواطنه العالميه التي سيجد الطالب نفسه مضطراً لها ومن ثم وجب على المدارس أن تعد طلبتها للتعامل مع هذا المتغير بحيث لا يحدث الصراع بل يكون الدارس قادراً على التعامل بانفتاح مع الغير وقادر على التفاعل مع الثقافات الاخرى ويحاول التعلم معها بدل التصادم معها.يجب أعداد الطلاب لمقابلة تحديات عالية سواء في سوق العمل أو في السوق المحليه لذا يجب أن يعد الطالب للتعامل مع نماذج مختلفة من الثقافات والحضارات والناس. مجتمعات اليوم تزخر بالعديد من المشاكل : منها التطرف وأنتشار الجريمة أو امخدرات لذا على المؤسسات التربوية ان تستشعر دورها في تفتيح ذهن الطالب للتعامل بنجاح مع هذه المتغيرات بما يضمن السلامة الشخصية والوطنيه.
5- الأعداد للعمل :
ثؤثر العولمة بشكل كبير في مفهوم العمالة والتوظيف وكما يري كل من بربلس وتورس (2000،ص20) فأن العولمة قد غيرت بشكل كبير أحد الوظائف التقليدية للمؤسسات التربوية وهو الأعداد للعمل بحيث أجبرت هذه المؤسسات اليوم على إعادة النظر في هذه الوظيفة وسبل تحقيقها مقابل ما يحدث من تغير في طبيعة سوق العمل وتغير الطلب على الوظيفة والمتطلبات المهنيةوالشخصية لكل وظيفه.
فعلى سبيل المثال وحتى هذه اللحظة تحاول معظم الأنظمة التربوية وخاصة في الدول النامية خدمة الأقتصاد الوطني عن طريق أتاحة التدريب المناسب لوظائف يحتاجها هذا النظام.
هذا المدخل وكما يرى جيكس هالاكس( 1998 ) يبدو قديماً وغير مناسب للأحتياجات المهنيه التي يفرضها عالم العولمة وهو ما تم تأكيده بواسطة نماذج من الأمية الجديدة التي بدأت تظهر في بعض الدول المتقدمة في مكان العمل .
لذا وجب اعداد الأفراد من الناحية المهنية لأعمال تتطلب مسئوليات متغيرة على الدوام حيث المعلومات يمكن الحصول عليها من مصادر متنوعة وجانبية وغير رسمية وحيث المبادرة أهم من الطاعة وحيث الاستراتيجيات المعتمدة في مجال العمل أكثر تعقيداً بسبب طبيعة المتغيرات في متطلبات المهن المختلفة بما يتجاوز أوضاع الأسواق المحليه.
لذا يجب أن يساعد التعليم على جعل الأفراد مستعدين لأداء مهمات لم يكونوا معدين لها أصلاً وذلك لأعدادهم لمهن غير ثابتة ودائمة في سوق العمل وان يعمل المعلمون والمربون ورجال الأعمال جنباً الى جنب لتعديل اهداف وطرائق التعليم بما يتناسب مع الاحتياجات المستمرة التغيير في سوق العمل .
كما يجب أن يساعد التعليم على تحسين مهارات العمل الجماعي وتحسين مهارات التواصل لفظياً وكتابياً و القدرة على الحكم المنطقي حتى يستطيع الفرد أن يقيم أختياراته في ظل بيئة عمالية منافسه .
وكما تري ديانا أوبلنجر (2002) فأن المصادر تعرف اليوم لا على أنها طبيعة بل عقلية . الخريجون سيكونون في حالة من التنافس مع نظرائهم من الخريجون على مستوى العالم ويجب أن يكون الطلاب معدين لهذا التحدي الخطير .
6 -أعداد المعلمين :
يري جيكس هالاكس (1998 ) أن التغير أساسي في دور المعلم وكيف يتم تعليمه هذا الدور في كليات المعلمين وذلك عن طريق الآتي:
- ضبط أكبر لأساليب أعداد المعلمين وتدريبهم خاصة ان الكثير ممن يأتون الى مهنة التدريس
يضطرون لذلك لعدم قبولهم في تخصصات أخرى مما يعني أن مواد كالرياضيات أو العلوم لن تجد مدرسين أكفاء لتولي تدريسها بالطرق المناسبة.
- نقل المعلم من دور المتحدث الى دور الموجه وهو ما يتطلب تغيير أساليب الأعداد والتدريب داخل هذه الكليات إضافة الى ضرورة الاعتماد بشكل أساسي على أستخدام ثورة المعلومات والتكنلوجيا وتعريف المعلم بها لأنه هو من سيستخدمها داخل الفصل مستقبلاً
- إعادة النظر في متطلبات شهادات التخرج بحيث تأخذ بعين الأعتبار المهارات الشخصية مثل القدرة على العمل مع المجموعة والقدرة على القبول والمساهمة في أحداث التغيير
- يجب أن تتوازى وتتقارب متطلبات التخرج في التخصصات المختلفة مع المتطلبات العالمية ومع شهادات المؤسسات العلمية المماثلة فمثلاً: شهادة تخرج معلم الرياضيات يجب أن تكون في مستوى أو مايقارب مثيلاتها في دول العالم بحيث يكون هذا المدرس قادراً على البحث عن عمل اينما كان .

ألان : أين نحن من كل هذه المتغيرات ؟ وماهي درجة تفاعل النظام التربوي في المملكة مع المتغيرات التربوية التي تفرضها ظاهرة العولمة؟
أن مراجعة المعايير التربوية الخاصة بمتطلبات العولمة التي تم مناقشتها في الجزء الأول من هذه الورقة : ( أهداف التعليم ) ( مناهج التعليم ) ( الحصول على المعرفة) ( المواطنة ) ( العمل ) و(اعداد المعلمين) يوضح البون الشاسع بين ما يحدث على أرض الواقع وبين متطلبات عالم العولمة.
1- ففيما يخص أهداف التعليم :
- بمراجعة أهداف المرحلة اللأبتدائية( سياسة التعليم ، 1980 ) على سبيل المثال نجد انها لا تتضمن التأكيد على مستويات وطنية أوعالمية مقارنه وخاصة في مجال المهارات الأساسية( اللغة( قراءة وكتابة)، الرياضيات ، العلوم ، الدراسات الاجتماعية) كما أنها نصت على ضرورة نيل المعلومة (م 75 ) ( تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات) وهو الأمر الذي يمكن ان يخضع للتساؤل في ظل متغيرات العولمة وخاصة سهولة استخدام التكنلوجيا للحصول على المعلومات وعدم الاعتماد على الكتاب المدرسي كمصدر للمعرفة.
- كذلك مراجعة بعض اهداف المرحلة المتوسطة للبنات نجد ايضاً انها لاتعنى من قريب أو بعيد بالتأكيد على مستويات وطنية متقدمة وقابلة للمقارنة في ظل المعايير العالمية في ما يخص أكتساب المهارت كما يمكن ملاحظة اللهجة المنبرية والأنشائية لهذه الأهداف : مادة 89 :حفز همة الطالب لأستعادة أمجاد امته المسلمة التي ينتمي اليها واستئناف السير في طريق العزة والمجد !
- ومن مراجعة بعض المواد في أهداف تعليم الفتاة بالمملكة تتضح النظرة المحدودة للمرأة ولدورها ولدرجة مشاركتها في الحياة العامة ( مهمتها في الحياة : ربة بيت ناجحة ، زوجة مثالية وأم صالحة : ثم لأعدادها بما يتناسب مع فطرتها كالتدريس والتمريض والتطبيب!(مادة 153 ).
( أتاحة الفرصة لهن في أنواع التعليم الملائمة لطبيعة المرأة والوافية بحاجة البلاد ) (مادة154 )
وقد وضعت هذه الأهداف منذ العام 1960 حين بدأ التعليم الحكومي للمرأة في السعودية وصدر في ظل ظروف ثقافية واجتماعية غير مواتية لتعليم او عمل المرأة على عكس الصورة الأيجابية والمشجعة التي تتبناها كافة قطاعات المجتمع اليوم في ما يخص تعليم وعمل المرأة ومن ثم كان لابد من إعادة النظر في مثل هذه الأهداف وتعديلها بما يتناسب مع الدور المتغير للمرأة السعودية حتى يمكن وضع خطط أستراتيجية واضحة لهذا النوع من التعليم يمكن المجتمع والأفراد من أستثمار تعليمهن بطريقة مناسبة.
- لا تتضمن الأهداف في المرحلة الابتدائية الأشارة الى تعلم اللغات الأجنبية رغم أن الدراسات أشارت الى أن معظم أن لم يكن كافة أنظمة التعليم في أنحاء العالم تقرر تدريس لغتين اجنبيتين على الأقل بما فيها اللغة الأنجليزية. أن ذلك يخدم الطالب ويهيئه للتعامل مع التكنلوجيا المختلفة وتعده للتسلح بما يحتاجه سوق العمل من مهارات
- ليست هناك أية أشارة في أهداف أية مرحلة الى تدريس نظم المعلومات او التكنلوجيا رغم أنها هي لغة العصر وهذا الأمر يصدق أيضاً على مهارات العمل الجمعي والتعاون والمبادءة وقدرات الاتصال اللفظي والكتابي .
- لا تشير الأهداف من قريب أو بعيد لأولئك المعرضون للخطر اكثر من غيرهم ( التسرب ،ضعف الأمكانات البئية أو الأسرية ، صعوبات التعلم ) مما يعني تساقط الكثيرين عبر السلم الدراسي مما يعرضهم لأمية جديدة تولد الفقر والعنف والأرهاب

2- المناهج الدراسية:
يثير الحديث عن المناهج الدراسية أو التعرض لها الكثير من الشجون والحساسية ويعود ذلك الى أنها وقعت تحت تأثير وسيطرة قوي ثقافية وأجتماعية وسياسية خارج المؤسسة التربوية مما جعلها أسيرة الصراع بين أطياف أجتماعية وثقافية عديدة و في خضم ذلك تم تناسي الأهداف والاحتياجات التربوية الدائمة التغيروتم التركيز على تحقيق الرؤيا الثقافية لجماعات متصارعة داخل النظام السياسي ومن ثم أصبح من ( الأنتحار لتربوي ) التعرض بالنقد لمادة أو طرق عرض محتوى هذه المناهج أو مناقشتها من الناحية العلمية أو التربوية ولذا أستمرت هذه المناهج رغم الأخطاء التربوية الكبيرة التي تعاني منها وعجز القائمون عليها من تنفيذ أية أصلاحات جوهرية حتى لا تحتسب على أنها تغيرات تمس فكر هذه المناهج أو تمس ( ألأعتزاز الوطني ) فما هي النتيجة؟
- المتصفح لكثير من هذه المناهج يجد أنها تعاني من مشكلات خطيرة أبسطها هو سذاجة المحتوى وضحالة طرق العرض واخطرها أن الطلاب لا يستفيدون منها في الغالب الا لعبور الأمتحانات لكنها لا تؤدي وظيفة حقيقة في حياتهم ولندرك ذلك ما علينا سوى الاستماع لملاحظات أبناءنا حول (كراهيتهم ) لمدارسهم وبلادتها أو الملل القاتل فيها أو لنستمع الى ضحكاتهم الساخرة حول المادة المقدمة في المناهج ! وهذا يشمل المدارس العامة والخاصة التي تخضع لنظام مركزي مشدد الرقابة لا يترك المجال للأبداع أمام المدرسة او الأهالي.
تعالوا معي لنطالع نصاً يقدم لطالبات الصف الثالث الأبتدائي في مادة القراءة والأناشيد ( الدرس الثالث عشر ) ص 47 طبعة 1424 هـ تحت عنوان ( هم معنا ) حيث الأبناء الثلاثة للعائلة يدرسون في الخارج والأبنة والأم تودان أن تعرفا عنهم أي شئ فماذا حدث ؟
أقترح ألأب (العبقري) رفع سماعة التلفون والاتصال بهم والتحدث معهم وفعل ذلك فعلاً وتعجبت الأم وفتحت هند ( الأبنة ) عينيها من الدهشة!
هذا هو النص ؟ ويقدم لأطفال يملكون بريداً ألكترونياً على الياهو أو الهت ميل ويتحدثون في الماسنجر مع أطفال في مختلف أنحاء العالم. وحتى لو لم يكن لديهم أمكانية الوصول للأنترنت فهم يعرفون أن التلفون أداة أتصال فمتى نكف عن التعامل مع الطلبة كجهلة وهم في الحقيقة يتفوقون علينا نحن المعلمون في التعامل مع التكنلوجيا!
مثال آخر لمادة تقدم لطالبات الصف الثالث تحت مسمى ( مفردات السلوك ) ( 1424-1425 ) تمت صياغتها من قبل مشرفات الصفوف المبكرة وهدفها هو ( حفظ المعارف والمعلومات : 30 درجة ، والتطبيق : 20 درجة ) .وفي ص49 وحول موضوع الصدق وعدم الكذب قدمت للأطفال قصة مرسومة حيث الأم والطفل دون ملامح للوجه . والحوار على هذا النحو : قالت الأم: الطريق طويل : قال الولد طلب العلم صعب ولذا سأسافر للهند !
أعطت الأم لطفلها 50 الف ريال(!! ) وركب جمله (! ) وفي الصحراء قابلته مجموعة من قطاع الطرق الذين بادروه : أعطنا مالك او قتلناك . كم معك ياولد : قال أمي قالت لى أن لا أكذب : معي 50 الف ريال ! قال قاطع الطريق : يخاف أن يخالف عهد أمه ولا نخاف الله فقال أنا تبت الى الله فقالت العصابة أنت كبيرنا في قطع الطرق وفي التوبة !
أية سذاجة مفرطة هي تلك التي تقود واضع هذا المنهج ليقنع الصغار في الصف الثالث أن الصبي أضطر للذهاب للهند لطلب العلم واعطته أمه خمسون الف (!) وقطاع الطرق الأشاوس تنازلوا فجاءة عن جرائمهم وقتلهم عبرة بالصغير الذي وعد أمه ان لا يكذب فأخبر من سيسرقه بالمبلغ كاملاُ!
لا أجدني حتى بحاجة لرصد التناقضات والسذاجة المفرطة في هذه القصة التي أقل ما يقال عنها أنها غير تربوية!
هذه نماذج بسيطة ولن نعدم أن نجد في كل منهج مقدم للطلاب والطالبات في كل مرحلة تعليمية من نظامنا التعليمي مثل هذه النماذج أو ما يوازيها بحيث يمكن رصد الظواهر التالية :
- ضحالة وسذاجة ما يقدم من مادة علمية في الكثير من المواد بما لا يتناسب مع ثورة التكنلوجيا التي تمكن هؤلاء الصغار من الحصول على أية معلومات يرغبون الحصول عليها وقد وجدت أحدى الدراسات ( مركز ابن خلدون : 1998 ) أن المناهج في المملكة تتميز بالسردية والصرامة وأنها مفككة ومكررة وقديمة.
- الفرضية التي تقوم عليها هذه المواد بأن المدرس ملقن وليس موجه . المادة مقررة من الوزارة بشكل مركزي ويقوم على مراقبة التطبيق الدقيق لحذافيرها مشرفون ومشرفات درسوا وترعرعوا ووظفوا في ظل أنظمة تربوية تقليدية تعمل على إعادة أنتاج العملية التدريسية .
سيذكرنا هذا حتماً ببولو فيراري ورؤيته البنكية للتعليم التي تطبق بحذافيرها يومياً داخل القاعات الدراسية في كافة المراحل بدءً من الصف الأول وانتهاءً بالجامعة : ( هدف التعليم التلقيني تعويد الطلاب أسلوب التذكر المكيانيكي لمحتوي الدرس وتحويلهم الى آنية فارغة يصب فيها المعلم كلماته ، وكلما كان المعلم قادراً على القيام بهذه المهمة ، كان ذلك دليلاً على كفاءته، وكلما كانت الآواني قادرة على الأمتلاء كان ذلك دليلاً على أمتياز الطلاب ، وهكذا أصبح التعليم ضرباً من الأيداع ، تحول فيه الطلاب الى بنوك يقوم الأساتذة فيها بدور المودعين.)( سعيد اسماعيل على ، 1995 ،203 ) .

- حفظ المعلومة هو الهدف الأساسي للمادة المقدمة سواء كانت مواد دينية أو دنيوية فكيف يمكن للمدرس أن يخرج عن دور الشارح والملقن.
- بمراجعة خطة الدراسة الأسبوعية المعمول بها في مدارس البنات الأبتدائية نجد أن حوالي 32% من الخطة مخصص لتدريس المواد الدينية تليها مواد اللغة العربية 27.27% ويخصص 6% لتدريس العلوم و14% لتدريس الرياضيات وفي الحق ورغم الأهمية القصوى لتدريس المواد الدينية في هذه المرحلة بالذات لـتأكيد الثوابت الدينية وتشكيل العقيدة الصحيحة وهو ما أكدت عليه اهداف هذه المرحلة في كافة فقراتها ألا أن الكم الكبير من المواد الدينية المتخصصة ( قرآن ، تفسير ، تجويد ، فقه ، توحيد ، حديث ) واضيف اليها حالياً سيرة الرسول + مفردات السلوك هذا أذا أخذنا في الأعتبار أن معظم النصوص المقدمة في مواد القراءة والمحفوظات والتربية الوطنية في الصفوف المتقدمة هي أساساً نصوص دينية فيمكن تصور حجم الوقت المخصص لمثل هذه الدراسات مقابل بقية المهارات التي لن تجد العناية الكافية لعدم توفر الوقت هذا أذا أخذنا في الاعتبار أن هدف هذه المرحلة ليس تخريج شخص متخصص في العلوم الدينية وانما بناء قاعدة معرفية متينة في مختلف المعارف بما فيها المعرفة الدينية .
ويمكن معالجة ذلك مثلاً من خلال أعتماد المداخل الحديثة في تنظيم المعارف الدراسية والمعتمدة على عدم فصل المواد الدراسية بحصص مستقلة بل دمج المعارف المختلفة في مواد اساسية مثل دراسات اللغة العربية ، الدراسات الأسلامية وهكذا ستتمكن المدرسة من إعادة تنظيم المادة الدراسية وتحقيق مبدأ تكامل المعرفة والقضاء على التداخل والتكرار و خلق مفهوم تعميم أستخدام المعرفة المدرسية في الحياة بفعل شمولها بدل قصرها على الحصة والكتاب والمنهج المحدد.

- تزخر المواد بكم هائل من المقتطفات التي لا تتناسب في موضوعاتها أو لغتها مع أعمار او أهتمامات الطلاب وخاصة في المواد الدينية ( خذ مادة التوحيد للصف السادس أبتدائي ونصوص من كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ويطالب التلميذ بحفظها غيباً رغم صعوبة وقدم لغة وأسلوب الكتابة الذي لا يتناسب مع اعمار الطلاب وكان ممكناً تقديم ذات المعني بلغة مبسطة تناسب سن الطلاب وكذلك درس الخاتمة الذي يتميز بالطول ولا يتضمن أية أسئلة وقد وضع منذ سنوات طويلة تتعدى العشرون سنة دون أي تغيير وخذ كتاب التوحيد للصف الثالث أبتدائي حول موضوع الاستجمار والأستنجاء أو كتاب الفقه للصف الثاني متوسط درس نصاب الزكاة في السائمة وبهيمة الأنعام . كيف تفسر ذلك بلغة مقنعة لصبي يتحدث عن أحدث الأبتكارات في مجال أجهزة البلاي ستيشن وخلافه ولا يجد اية تعاملات للأبل حوله تبرر له ضرورة دراسة هذا الموضوع الذي يجب أن يقدم لطلبة متخصصون في العلم الشرعي في الكليات الشرعية ممن قد يستلزم عملهم بعد تخرجهم الإفتاء في أمور كهذه كذلك مادة الجغرافيا للمرحلة ذاتها حيث يدرس الطلبة دول الخليج بتعداد سكاني ليس له علاقة بالعداد الفعلي للسكان في هذه الدول في الوقت الحاضر وغير ذلك كثير مما تزخر به المناهج الحالية .
- أوضحت عدد من الدراسات ( القاسم 2003 ، مجلة المعرفة، المالكي 2001 ) أن المناهج الدينية في المملكة في مستوى التعليم العام تعاني الكثير من المشكلات سواء ما تعلق ذلك بمحتوى المادة المقدمة أو تعلق ذلك بطرق العرض التربوية وقد اوصى الباحثون بضرورة إعادة النظر في محتوى تلك المناهج لتنقيتها من آثار المعارك الكلامية والسياسية مع التركز على تقرير مقتضى النصوص وتجنب الطالب المعارك الكلامية كما وجب تنقيتها من النزعات التكفيرية والتركيز على ما دلت عليه النصوص وأستقر عليه كبار فقهاء الأمة وعلماءها.كذلك اوصت بتحسين طرق العرض وتبسيط المادة العلمية والعمل على أختيار ما يتناسب مع الخصائص العمرية لكل مرحلة وتجنب الغموض والتركيز على الشمولية في المسائل المعروضة.
هل يعني هذا أن بقية المواد والمناهج لا تعاني من مشكلات مشابهة ؟ على العكس من ذلك فكافة المناهج بدون استثناء تعاني من مشكلات سواء تعلق بالمحتوى أو طرق العرض مما يعني ضرورة مراجعتها وتقويمها بما يتفق مع المعايير العلمية والتربوية الحديثة.
- يقوم نظام التقويم المتبع حالياً في نظام التعليم العام على مبدأ التقويم والترفيع الآلي للسنوات الثلاث الأولى ورغم محاسن هذا النظام من الناحية النظرية ألا أن عدم تدريب المعلمات عليه وكثرة عدد الطالبات في الفصل أدي الى سوء استخدامه بما يؤكد ضعف الطالبات في المهارات الأساسية ( قراءة ، كتابة ، رياضيات وعلوم ) كما تعتمد اللائحة أيضاً مبدأ ترفيع الطالبة الراسبة في المراحل التالية للسنوات الثلاث الأولىعلى أن لا تكون من ضمن المواد الدينية أو من مواد اللغة العربية ! ( لائحة تقويم الطالب:1419 ).
وقد اوضحت عدد من الدراسات ( البراهيم ،هيا .2001 :ص219 ) ضعف مستوى التحصيل الدراسي الذي يتراكم سنة بعد سنه بسبب آلية الترفيع المذكورة أعلاه إضافة الى أهمال مواد اساسية مثل الرياضيات والعلوم والتي يتم الترفيع فيها مما يعني تراكم الضعف العام في هذه المواد وهي مواد يشكو الطلبة والطالبات أصلاً من الضعف فيها وهو الأمر الذي اظهرته دراسات عديدة لمستويات التحصيل على مستوى المملكة والتي أظهرت مستوى متدنياً بشكل كبير .
- تفتقد مناهجنا الحالية الى مادة اساسية تقدم في كل العالم المتقدم وهي ما يسمى بمادة الدراسات الاجتماعية (Social Studies) . أن هذه المادة لا تعني مفهومنا المحدود حول الدراسات الاجتماعية بأنها تاريخ وجغرافيا بل تعني مادة تقدم للطلاب منذ الروضة وحتى نهاية الثانوية العامة في معظم أنحاء العالم المتقدم وهي منهج دراسي يعنى بدراسة الناس في علاقتهم كل بالآخر ثم بالعالم من حولهم . أنها المادة التي تتداخل وتقدم للطالب كافة المواضيع : تاريخ جغرافيا ، أقتصاد قانون وسياسة. ويركز هذا المنهج على علاقة الفرد والمجموع بالعالم من حولهم من الناحية الاجتماعية والروحية والمادية والثقافية والبيئية.
منهج الدراسات الاجتماعية يساعد على تشكيل الطالب ليكون مواطناً نشطاً ومسؤولاً بما يخدم مجتمعه المحلي ويجعله على صلة بما يحدث على مستوى الوطن والعالم ككل وتشمل أهم المواضيع التي تتناولها في العادة على : المواطنة والحكومة ، الاتصال مع العالم عبر التعرف على الحضارات المختلفة ، الهوية ، الثقافة والمجتمع المحلي والعالمي، الأرض ، الناس والأمكنة ، الوقت والاستمرارية والتغير بحيث يتوقع أن تحدث تغيراً واضحاً في اتجاهات الطالب وسلوكه ، معلوماته ومعارفه ومهاراته العلمية والشخصية وطرق تنميتها.
3-فيما يخص توافر المعرفة :
- يتمحور تحصيل المعرفة كما تعيها ألأجهزة التعليمية داخل مبنى المدرسة الذي لا يسمح باستخدام أمكاناته لخدمة المجتمعات المحلية وهذا يصدق على مكتبات الجامعات والمدارس والمعامل والملاعب ولا يشجع الطالب أو المعلم على تحصيل المعرفة الخارجية لأن كليهما مربوط بمفهوم الكتاب المدرسي المركزي الذي توزعه الوزارة ويشرف على التأكد من تدريس مواضيعه واحداً بعد الآخر مشرفون يتبنون في الغالب نفس المفاهيم المحافظة في ما يخص الكتاب المدرسي ويتم أختبار الطالب في مدى حفظ المعلومة وليس في درجة أتقان المهارة .
- أدخل الحاسب الآلي كحصة واحدة في مدارس البنين وبقي بعيداً عن البنات! وبالطبع فلا حصة واحدة قادرة على تمكين الطالب من التعامل مع لغة العصر كما ان الحرمان منها أسوء!
- يعتمد العصر الحديث على وسائل الاتصال التكنلوجيه للحصول على المعرفة بأسرع الطرق غير ان ضعف البنية التحتية للأتصالات في المملكة يجعل توفير خدمات النت محدود وبطئ ويجعل أستخدماته في المؤسسات التربوية ضئيل ومحدود مقارنة بالتطورات الهائلة التي عرفها التعليم العام و الجامعي في الدول المتقدمة والذي يعتمد على التكنلوجيا بالدرجة الأولى مما يجعل سبل توفير المعرفة في كل وقت واتاحتها للراغبين للرفع من مستوى المعرفة العامة في المجتمع وتمكين الرغبين من التعلم اوالتدريب من الحصول على ذلك في كل وقت كما هو معمول به في كثير من بلدان العالم أمر غير ممكن في ظل تواضع الخدمات التقنية
4- فيما يخص مفهوم المواطنة :
- رغم أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والأعتزاز بها وضرورة تأصيلها في نفوس التلاميذ ألا أن ذلك لا يعني الوقوف بشكل مضاد للثقافات الأخرى . ما يحدث اليوم بواسطة المناهج والبرامج والمعلمين هو تأكيد لمفاهيم ألأنكفاء الذاتي في مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسلمون في انحاء العالم كما يتم تغييب الثقافات الأخرى وعدم الأشارة لها مما يولد نوعاً من عدم الأهتمام بالقضايا العامة أو الحيوية التي تهم العالم أجمع ومن ثم فلا يمكن لطالب في الصفوف المتقدمة من المرحلة الأبتدائية او المتوسطة معرفة مشكلة ألأوزون او درجة أنتشار مرض السيدا وتأثيره على أقتصاديات الدول الأفريقية أو حركة الأسهم العالمية وتأثيرها على الحركة المالية في العالم وما الى ذلك وحتى لو تم تقديم موضوع ما فهو يتم بطرق أنشائية لا تتضمن معلومات محددة كما لا يتم تكليف الطالب بالبحث والتقصي ثم العرض لما يجد ومن هنا لا يشعر الطالب بجدوى المعلومة أو أتصالها بحياته أو أهتماماته ولا يملك المعلم ولا الطالب أدوات البحث العلمي في المدرسة ( الاتصال بالأنترنت ، الجمعيات العلمية التي تدعم عمل المدرس ، الوسائل التعلميمة) وهو ما سيشكل خطراً حتمياً . طلابنا سيضطرون للبحث عن عمل ليس في منطقة الخليج فقط بل ربما في العالم العربي ومن ثم عليهم تعلم القدرة على التعامل وأحترام الثقافات المختلفة والقدرة عن التعبير عن الذات بطريقة واضحة تعبر عن أمكاناتهم الحقيقية.

5- الأعداد للعمل :
- تتضمن معظم أهداف المؤسسات التربوية التأكيد على مبدأ الأعداد للعمل لكن مكونات هذا الأعداد وما يحتاج له من مهارات ( عدا المهارات التقنية ) لا يحدد بوضوح . وكما أوضح هالاك ( 1998 ) فسوق عمل اليوم متغيرة باستمرار وبذا لا يتوقع أن يقضي الفرد عمره ضمن عمل واحد بل عليه أن يكون مستعداً لتعلم مهارات قابلة للتطبيق في مجالات مختلفة وذلك للتغير المستمر في متطلبات سوق العمل كما يجب التأكيد على مهارات مثل القدرة على الحصول على معلومات من مصادر جانبية ومتعددة ومهارات العمل الجمعي والمبادءة أضافة الى أتقان التعامل مع التكنلوجيا والقدرة على التواصل بلغات أجنبية ولعل المناهج الحالية وإمكانات المدارس كما هي في الوقت الحاضر عاجزة عن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العولمة والتربية: قراءة في التحديات التي تفرضها العولمة على النظام التربوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في تاريخ وحضارة أوربا العصور الوسطى
» العولمة كنص مفتوح
» العولمة والعلاقات الدولية الراهنة
» العولمة والعلاقات الدولية الراهنة
» التعليم وتحديات العولمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى التاريخ و الجغرافيا  :: الفئة الثانية :: 

قسم الكتب الالكترونيه

-
انتقل الى: